مزارعو الزيتون .. الموسم الحالي هو الأسوأ من حيث الانتاج والأسعار

بكر عبيدات - (الدستور)

مزارعوا الزيتون ينتظرون بفارغ الصبر موسم قطف الثمار ليجنوا ما أنتجت أشجارهم من ثمار وزيت ليحصدوا موسمهم ويغطوا احتياجات أسرهم اليومية، لكن موسم الزيتون هذا العام لم يكن بالمستوى المطلوب كما يقول مزارعون ومختصون، وزاردت أعباؤهم ثقلاً مع جائحة كورونا، مبينين ان الموسم الحالي الأسوأ من حيث كمية انتاج الزيت، كذلك الأسعار

اربد
مع وصول انتاج زيت الزيتون لأوجه في محافظة اربد بعد ان غصت معاصر الزيتون بالمحصول للموسم الحالي، فقد وصل سعر تنكة الزيت حجم 16 كيلو للموسم الحالي ما بين 65 ـ 75 دينارا وفقا لمعطيات ومؤشرات السوق الحالية، وتراجعت الاسعار للموسم الحالي مقارنة مع العام الماضي حيث بيعت التنكة الواحدة بداية الموسم السنة الماضية بسعر 80 ـ 95 دينارا .

وتسهم محافظة اربد في ثلث الإنتاج الإجمالي للمملكة من زيت الزيتون؛ اذ ان المساحة المزروعة بأشجار الزيتون في المحافظة حوالي 331 الف دونم بمعدل 3,5 مليون شجرة.

وتشير الارقام الصادرة عن مديرية زراعة محافظة اربد بان انتاج المحافظة من زيت الزيتون للموسم الحالي يقدر بـ 75 ألف طن من ثمار الزيتون لهذا العام و9 الاف طن من زيت الزيتون وفق مدير زراعة محافظة اربد الدكتور عبدالوالي طاهات.

ووفق مزارعين سفيان محافظة واحمد ابو نقطة «للدستور» ان سعر تنكة الزيت من انتاج الموسم الحالي تتراوح بين 65 ـ 75 دينارا وان ذلك يعتمد بالدرجة الاولى على العرض والطلب خلال الفترة المقبلة.

وطالب مزارعو محافظة اربد الحكومة ووزارة الزراعة بدعم الموسم الحالي من خلال ايجاد مخارج ومنافذ تسويقية للدول المجاورة خصوصا في ظل تكدس الانتاج بشكل كبير لدى المزارعين لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا.

وقال المزارع سفيان المحافظة انه قام بضمانة 140 دونما مزروعة بالزيتون في مناطق واماكن مختلفة وانه يوجد جمود بالتسويق رغم تدني الانتاج مقارنة بالموسم الماضي الذي شهد غزارة بالانتاج، مؤكدا ضرورة دعم المزارعين من خلال تدخل الحكومة عبر تأمين مخارج تسويقية حتى لا تتكدس كميات الزيت لدى المزارعين وبالتالي تعرضهم لخسارة اضافية في ظل ارتفاع كلف الانتاج والقطاف والنقل والعصر.

وبحسب المزارع احمد ابو نقطة ان سعر تنكة الزيت بداية الموسم الحالي بيعت ما بين 80 ـ 85 دينارا والان تراجعت الى ما دون 70 دينارا حيث لا يوجد تسويق للانتاج، منوها الى ان الظروف الصعبة التي يواجهها المزارعون نتيجة حالة الركود في عمليات شراء الزيت من المواطنين تتطلب تدخل الحكومة من اجل توفير منافذ تسويقية لتصدير الانتاج الفائض للدول المجاورة حتى لا يتكبد المزارع خسائر اضافية.

بني كنانة

طالب عدد من مزارعي الزيتون في لواء بني كنانة الجهات المعنية في وزارة الزراعة بضرورة العمل على فتح باب التصدير لهذه المادة الحيوية، وايجاد نوافذ تسويقية لها، حيث يعجز الكثير من مزارعي الزيتون عن الاستعداد للموسم المقبل وحراثة أراضيهم أو تسميدها أو تقليمها وتقديم أي خدمات زراعية لها، لا سيما وان منتوجهم من الزيت العام الماضي، ما يزال يتكدس في مستودعاتهم، ما كبدهم خسائر مادية كانت تستخدم لتأهيل الأرض والعناية بالشجر.

ولفتوا الى ان إنتاجهم من هذه المادة الحيوية لهذ الموسم كانت وفيرة؛ ما وضع على عاتق الجهات المعنية في وزارة الزراعة واجب مساعدتهم في عملية تسويق هذه المادة كي يتمكنوا من الوفاء بالالتزامات المالية.

وبينوا بان «تكدس» كميات كبيرة من زيت الزيتون يعني الحاق الخسائر المالية بهم، وبالتالي لن يتمكنوا من الوفاء بهذه الالتزامات المالية.

ولفتوا الى أن الموسم الحالي بالنسبة للزيتون شارف على الإنتهاء، وبقيت حركة بيع وشراء مادة زيت الزيتون ضعيفة سوى بالنسبة لبعض صغار المزارعين الذين قاموا ببيع منتجاتهم من هذه المادة، وإن كانت بقيمة أقل بكثير مما كانوا يأملون ويرجون.

وطالبوا الجهات المعنية في وزارة الزراعة بضرورة فتح باب التصدير، لبيع منتجاتهم من زيت الزيتون.

وقال رئيس جمعية كفرسوم التعاونية الزراعية لمنتجي الرمان في بلدة كفرسوم المهندس عاهد عبيدات، انه وبعد سير العمل تفاجأ المزارعون ببعض العقبات والتحديات منها، رفض استيفاء الزيت كأجرة لعصر الزيتون، وإذا جرى ذلك تكون نسبة الرد عالية جدا مقارنة مع السنوات السابقة، اضافة إلى وجود عبوات صغيرة أكثر وأسهل مبيعا في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

وقال رئيس وحدة تمكين المرأة الريفية في مديرية زراعة إربد عمر العودات إن مزارعي الزيتون في المحافظة يشتكون من تكدس تنك الزيت في المنازل، مطالبين الحكومة بالتدخل والدعم الفوري قبل تفاقم المشكلة وزيادة خسائرهم المادية والإنتاجية.

وأشار إلى خطة سنوية متكاملة لتصريف الإنتاج، منها أن تقوم الحكومة بشراء كامل الإنتاج أو 50 بالمئة منه، وعمل حملة لتسويق الزيت للقطاع الحكومي بالتعاون مع وزارة الزراعة ونقابة اصحاب المعاصر.

عجلون

طالب مزارعو الزيتون واصحاب المعاصر في محافظة عجلون بحل مشكلة تكدس زيت الزيتون من خلال فتح باب التصدير خارجيا في ظل كميات الإنتاج الكبيرة خلال الموسم الحالي.

وقال رئيس اتحاد مزارعي المحافظة المحامي منيب الصمادي إن إيجاد حل لتصدير زيت الزيتون أمر ضروري لوجود فائض كبير منذ العام الماضي.

وقال المزارع محمد العنانزة إن أسعار بيع الزيت الحالية لا تتناسب مع التكلفة والجهد الذي يبذلونه طوال العام، داعيا الجهات المعنية للتدخل من أجل فتح أسواق جديدة لتسويق الإنتاج.

وبينت نائب رئيس جمعية سيدات وادي راجب، ابتسام عزبي أن الحاجة ماسة لتقديم منح لصغار المزارعين والمزارعات لإقامة مصانع مصغرة لصناعة الصابون لحل مشكلة تكدس الزيت.

وأوضح صاحب معصرة عبدالله الشويات أن انعدام القدرة على تسويق الإنتاج من زيت الزيتون بأسعار معقولة يتكرر سنويا في كل موسم من قطاف ثمار الزيتون.

ودعا رئيس مجلس المحافظة عمر المومني إلى ايجاد حلول تسويقية للإنتاج من الزيت، ومنع تكرار حالة الكساد التي تسببت بخسائر كبيرة في المواسم الماضية، مشيرا إلى أن المجلس يعطي اولوية للقطاع الزراعي في المحافظة، وخصص مبلغ 350 الف دينار من موازنة العام المقبل لتنفيذ 6 مشاريع زراعية والنهوض بواقع هذا القطاع. ولفت مدير زراعة محافظة عجلون المهندس رائد الشرمان إلى أن الأمطار التي هطلت خلال الأيام الماضية ساهمت في نضوج ثمار الزيتون وبالتالي زيادة كميات الإنتاج.

وزارة الزراعة

مدير مديرية الزيتون في وزارة الزراعة المهندس أسامة قطان اتفق مع المزارعين من حيث إن الموسم الحالي شهد نسبة إنتاج زيت متدنية مقارنة مع الموسم السابق، لكن الجودة كانت أفضل من الموسم السابق ولا يعتبر هذا الموسم الأسوأ من حيث نسبة الزيت.

وعلل قطان انخفاض نسبة إنتاج الزيت بموجات الحر التي شهدها الأردن خلال شهري آب وأيلول، والتي تزامنت مع فترة تكوين الزيت داخل الثمار مما أدى إلى انخفاض نسبة الإنتاج.

وفي سؤال عن دور الوزارة في التخفيف من المشكلة، أجاب قطان أن الظروف الجوية لا يمكن التحكم فيها، والوزارة تنشر وترشد المزارعين إلى الري التكميلي في موجات الحر مما يساهم في تحسين نسبة الزيت، وخصائص الزيت، ويخفف من آثار درجات الحرارة على ثمار الزيتون

وأضاف قطان أن وزارة الزراعة من خلال مديرية الإرشاد ومديرية الوقاية تقوم أيضا بعقد دورات للمزارعين حول كيفية وموعد رش شجر الزيتون لحمايته من الآفات الزراعية وتقوم في بعض الأحيان بتوزيع المبيدات والمصائد اللازمة لمحاربة هذه الآفات؛ ما يساهم في ارتفاع نسبة الزيت والجودة

وحول توقعات الإنتاج للموسم الحالي قال قطان : إن الوزارة أجرت عملية مسح إحصائي على مزارع الزيتون، وكان الرقم المتوقع 189 ألف طن من ثمار الزيتون، و 22-24 ألف طن من زيت الزيتون، مشيرا إلى أن كمية الإنتاج في الموسم السابق كانت 214 الف طن من ثمار الزيتون و 34 الف طن زيت زيتون.