recent

أحدث القضايا العمالية

recent
جاري التحميل ...

الشاويش .. يرعى مصالح عمال الزراعة ويحميهم أم يستغلهم ويعنفهم

الشاويش .. يحمي عمال الزراعة وينصفهم أم يستغلهم ويعنفهم


الراصد النقابي لعمال الأردن "رنان" - حاتم قطيش
20/12/2021

الشاويش بالأصل هو مصطلح عسكري يطلق على رتبة في الجيش تأتي بعد فوق العريف ويعتبرها البعض أنها توازي رتبة رقيب، ولكن كحال العديد من المصطلحات العربية فقد تم استعارتها واستخدامها في المجال الزراعي حيث يطلق هذا المصطلح على الشخص الذي يكون وسيطاً بين أصحاب العمل والعمال ابتداءاً من تأمين العمال والتعاقد معهم ومحاسبتهم وتأمين تنقلهم الى موقع العمل وانتهاءاً بحل نزاعاتهم والتفاوض باسمهم.

وتنحصر علاقة العمال مع الشاويش ولا يتواصلون مع صاحب العمال مباشرة فهو يعتبر كضامن لحقوقهم ويحل مشاكلهم لذلك فهو يتقاضى مبالغ مالية بالاتفاق مع العمال عادة ما تكون دينار أردني واحد في اليوم، كما ينحصر تواصل أصحاب العمل معه ولا يتواصلون مع العمال مباشرة؛ لذلك قد يقع على عاتقه حل النزاعات العمالية التي قد تنشأ، وضمان أداء العمال لأعمالهم على أكمل وجه مقابل ضمان حصول هؤلاء العمال على حقوقهم وأجورهم.


مصطلح غير أردني ولا يخضع للتشريعات الوطنية


ويطلق مصطلح شاويش على الرجال والنساء ففي كثير من الأحيان تتولى امرأة وظيفة الشاويش خاصة في أوساط العمالة الأردنية، وينتشر هذا المصطلح بشكل أساسي عند العمال ذوي الجنسية السورية حيث يعتقد البعض أن مصطلح الشاويش كان يستخدم في سوريا وجاء مع العمالة المهاجرة السورية، وهذا ما يبرر انتشاره في السنوات القليلة الماضية وعدم معرفة العمال والمزارعين الأردنيين له قبل قدوم العمال المهاجرين السوريين.

من جانب آخر فإن التشريعات الوطنية الناظمة للعمالة بشكل عام ولعمال الزراعة بشكل خاص سواء كان قانون العمل الأردني أو قانون الضمان الاجتماعي أو نظام عمال الزراعة أو أي من الأنظمة والتعليمات والقرارات؛ جميعها تخلو من هذا المصطلح وعليه فإن هذا المصطلح يعتبر كأمر واقع تم الاصطلاح عليه من قبل العاملين في القطاع الزراعي وقد يعتبره البعض أحد مظاهر العمل غير المنظم في قطاع الزراعة.


 شخصية محبوبة أم مرتبطة بالعنف


رئيس النقابة المستقلة للعاملين في الزراعة السيد مثقال الزيناتي ومع تأكيده أن هذا المصطلح يستخدم حصراً عند العمالة السورية؛ الا انه ومن خلال تجربته الشخصية مع أكثر من شاويش فقد أكد الزيناتي أن الشاويش عادة ما يكون شخصية محبوبة من قبل العمال كونه يقضي مصالحهم وهذا لا ينفي بالطبع وجود بعض الأشخاص الذين يقومون بدور الشاويش و يتصرفون تصرفات غير محببة ومبنية على استغلال العمال.

الزيناتي اعتبر اسم الشاويش بحد ذاته مقبولاً وليس منفراً وهو غير موجود عند باقي الجنسيات سوى السورية، مؤكداً أن المشاكل المتعلقة بهذا الشخص محدودة كون معظم العاملين في الزراعة من العمالة السورية أقارب ومتفقين ضمناً فيما بينهم.

الناشطة العمالية وعضو النقابة المستقلة لعمال الزراعة سابقاً المهندسة لمياء البشتاوي تبنت رأياً مخالفاً لرأي السيد الزيناتي فيما يتعلق بمصطلح الشاويش، فهي تؤكد أن هذا المصطلح لم يستخدم في الأغوار بين أوساط العاملين في الزراعة على الإطلاق وقد بدؤوا يسمعون به فقط منذ أعوام قليلة ماضية، مؤكدة رفضها للمصطلح بالرغم من كونه أصبح موجوداً ومتداولاً؛ فهو بالنسبة للبشتاوي مرتبط بالعنف ضد المرأة مؤكدة ومن خلال تواصلها المباشر مع العمال أن معظم العمال في الأغوار يرفضون هذا المصطلح.

البشتاوي أبدت استغرابها من اصرار الجمعيات والمنظمات الترويج لهذا المصطلح الغريب علينا والمنفر والبعيد كل البعد عن معاني الرحمة، بالرغم من وجود مصطلحات تعارف عليها العمال والمزارعين الأردنيين لسنوات طويلة وهي مقبولة لدى العمال كمصطلح المعلّم أو الريّس.

الناشطة النقابية نبيلة الحشوش بدورها أيدت ما ذهبت اليه المهندسة لمياء البشتاوي مؤكدة أن مصطلح الشاويش غير موجود بين العمال الأردنيين والباكستانيين والمصريين، وكون من يقوم بهذه المهمة في العمالة الأردنية على وجه الخصوص هم من النساء فقد تعارف العمال على استخدام مصلطح رئيسة عمال أو معلّمة.

الحشوش أشارت أن مصطلح الشاويش غير متداول حتى بين العمال السوريين في الأغوار الشمالية، وعزت رفضها القاطع لهذا المصطلح لأنه وبمجرد ذكره يتبادر للذهن الشرطي أو العسكري وهو مرتبط بالممارسات التسلطية المبنية على العنف والخالية من معاني الرحمة علاوة عن كونه مصطلح تركي وليس عربياً .. بحسب الحشوش.

ويذهب العديد من العاملين في الزراعة الى ربط مصطلح الشاويش بالألفاظ البذيئة التي يستخدمها بعضهم والممارسات السادية والتعنيفية والتمييزية كاستغلال الأطفال والنساء وانتقاص الأجور واستغلال العمال بالعمل ساعات اضافية دون مقابل بالاضافة الى تشغيل المقربين منهم على حساب العمال الآخرين وممارسة ما يمكن اعتباره سمسرة من خلال التعاقد مع صاحب العمل على أجور مختلفة عن تلك التي يمنحها للعمال.

العاملة السورية سعاد "اسم مستعار" تقوم بتأمين العاملات في مخيم الزعتري الى مزارع في المفرق، وهي بالرغم من عملها مسبقاً في الزراعة في سوريا الا انها لم تعرف مصطلح الشاويش الا في الأردن، وبالنسبة لها تفضل استخدام مصطلح المعلّم على مصطلح الشاويش.

العامل حسن السوري الجنسية لم يتخذ موقفاً محدداً من المصطلح سواء كان ايجابياً أو سلبياً بل ركز بالأساس على الوظيفة المناطة بهذا الشخص على اعتبار أنه وسيلة تواصل بين العمال وصاحب العمل مؤكداً أن المصطلح كان مستخدماً بالفعل في سوريا وتم انتقاله الى الأردن، وتتركز مهمة الشاويش بحسب حسن على تحصيل حقوق العمال وتيسير أمورهم وهو مجبر -الشاويش- على تأمينهم بعمل أيضاً .

يؤكد السوري الجنسية مرهف والذي يعمل كشاويش أنه قد تعرف على المصطلح في الأردن، ومن أبرز مهامه كشاويش هو تأمين العمال بعمل ومن ثم أداء دوره كحلقة وصل بين العمال وصاحب العمل، مؤكداً أن صاحب العمل لا يتواصل مع العمال بتاتاً بل ينحصر تواصله معه كشاويش، مرهف لا يتقاضى مبالغ من العمال بل يأخذ يوميته من صاحب العمل.


مكانة اجتماعية ودور انساني


فيما يتعلق بالعمالة الأردنية يؤكد السيد مثقال الزيناتي رئيس النقابة المستقلة للعاملين في الزراعة أن معظم من يقوم بهذه المهمة من العمال الأردنيين هم نساء وهي تعتبر وسيلة معتمدة ويثق بها العمال ومسؤولة عن تحصيل الأجور ان تأخرت وتقوم بتأمين أصحاب العمل بالعاملات حسب متطلبات العمل.

بحسب الزيناتي فإن العديد ممن يقومون بهذه المهمة من الأردنيات لا يتقاضين أموالاً ويكون لهن مكانة اجتماعية فقط وقد يكون لهن أولولية في العمل من قبل أصحاب العمل، وفي بعض الأحيان يقوم بهذا الدور بعض السائقين الذين يقومون باحضار العاملات الى المزارع.

وعن الخلاف عن كون مصطلح الشاويش كان مستخدماً في سوريا أم لا؛ يبرر الزيناتي ذلك على اعتبار أن بعض العائلات السورية المهاجرة كانت تمارس الزراعة في مزارعها وبالتالي لا حاجة لها باستخدام هذا المصطلح ولم تستخدمه بالفعل، أما من كان يعمل كعامل زراعة في مزارع غيره فقد تداول هذا المصطلح في سوريا واستمر باستخدامه عند عمله في الأردن.


شاويشة الشاويشية

بحسب الورقة البحثية المعدة من قبل مركز تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الانسان ( قيد النشر) فقد أوردت الورقة بروز مصطلح جديد في أوساط العاملين في الزراعة كانت فرق مركز تمكين قد رصدتها في محافظة المفرق.

وتتلخص القصة بوجود شاويشة سورية الجنسية مقيمة في المفرق قبل أحداث اللجوء السوري وتربطها علاقات واسعة في محافظة المفرق، وهي على معرفة كبيرة بأصحاب المزارع في البادية الشمالية والشمالية الشرقية، من جهة أخرى تطورت العلاقة لديها لتصبح مرجع لمن يعملون بمهنة الشاويش وموضع اهتمام لتوطيد العلاقة بها، لذلك أصبحت صلة وصل بين أصحاب المزارع من جهة والشاويش من جهة أخرى، فعندما يتواصل معها أحد أصحاب المزارع لطلب مجموعة من العاملين توثق المعلومات في سجلاتها، ومن ثم توجه أحد الشاويشية لتأمين العدد المطلوب من العمال، ثم تُصدر التوجيهات لتحريك إحدى سياراتها، حيث تمتلك حوالي خمس مركبات من نوع باص صغير، يتحرك الباص لنقل العاملين من مكان تجمعهم للمزرعة المطلوبة وبالعكس.


إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

رنان

2020