recent

أحدث القضايا العمالية

recent
جاري التحميل ...

لا للمزيد من أتمتة الوظائف والمهن

لا للمزيد من أتمتة الوظائف والمهن .. عبدالله حسن مشاخيل




النقابي البحريني / عبدالله حسن مشاخيل
7/5/2025


يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المجيد:

“يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ” (سورة الانشقاق، آية 6).

نستلهم من هذه الآية الكريمة أن من فلسفات خلق الإنسان في الحياة هو الكدح اليومي، وهو نمط برمجي منجي لحياة الإنسان، وغيابه يؤدي إلى الكسل، الذي قد ينتهي إلى الهلاك، الفراغ، المرض، وسائر السلبيات المترتبة على عدم الاجتهاد.

ومن صفات الإنسان الناضج والناجح أن يكون ممتهنًا بمهنة أو عمل يكدح فيه وينفق على نفسه وعياله، وإلا سيكون عالة على أسرته ومجتمعه.


وأنا أكتب هذه الكلمات في مقالي الخاص بعيد العمال، رغبت في تسليط الضوء على خطورة الأتمتة وأثرها المحتمل على القوى العاملة في المستقبل، لذا جاءت ديباجة هذا المقال تحت عنوان “لا للمزيد من أتمتة الوظائف والمهن.”

أثناء تصفحي لأحد المنصات الإلكترونية، لفتني مقطع مرئي لأحد المهتمين بالجانب البيئي وحياة الحيوان، خصوصًا في البلدان ذات الحرارة المرتفعة. تحدث عن ظاهرة انتشار وضع أوانٍ مائية بالقرب من نوافذ المنازل، ليتمكن الطير من الشرب وعدم النفوق بسبب حرارة الجو. وعلّق بأن هذا التصرف، رغم نُبله، قد يؤدي إلى ضعف جيني في الأجيال الجديدة من الطيور التي ستعتمد كليًا على هذه الأواني بدلاً من الاعتماد على الفطرة والغريزة في البحث عن الماء. وعليه، فإن توقف البشر عن وضع تلك الأواني مستقبلاً قد يتسبب في نفوق الطيور، نتيجة انحرافها عن المسار الفطري الذي خُلقت عليه.

هذا المثال يمثل مدخلًا واضحًا لفهم بعض الأضرار المحتملة التي قد تمس شباب اليوم، ممن يتأثرون بالظواهر والأساليب الحديثة التي يحاول الذكاء الاصطناعي فرضها على البشرية، ما قد يؤدي إلى تراجع الذكاء الطبيعي للإنسان – وهو أمر نراه غير صائب ويجب التصدي له بقوة.

لقد فكّر كثير من أصحاب العمل في بدائل تحل محل العنصر البشري، عبر اختراعات وآلات تؤدي المهام بدلاً من الإنسان، بهدف تقليص الأيدي العاملة. إلا أن جودة المهنة التي يؤديها الإنسان من حيث الدقة والإتقان والشعور بالمسؤولية، تبقى أعلى بكثير مما يمكن أن تؤديه الآلة.

فالأجهزة والآلات، وإن كانت تعتمد على برامج حسابية معقدة، تظل محدودة في إطار الأوامر الافتراضية التي برمجها مخترعها، ولا تمتلك المرونة والقدرة الإدراكية التي يتمتع بها الإنسان.

الآلة تفتقر إلى مهارات كثيرة لا يستطيع تنفيذها سوى الإنسان أثناء عمله اليومي، وهو أمر طبيعي، فإبداع الله في خلقه لا يمكن أن يُضاهى، ولو لم يكن الأمر كذلك، لما كانت هناك حاجة إلى وجود خالق، خلق هذا الكون المعقد بدقة ونظام مذهلين.

وفي ختام هذا المقال، لا يسعني إلا أن أتقدم بأحرّ التعازي لأهالي شهداء العمل الذين استشهدوا في حادث شركة بابكو بسبب تسرب الغاز، والذي أدى إلى وفاتهم بتاريخ 02-05-2025.

نسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته.






إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

رنان

2020