recent

أحدث القضايا العمالية

recent
جاري التحميل ...

العولمة


إعداد محمود سمحان
مدير التدريب مركز مال لاستشارات والتدريب والتنمية البشرية
نائب رئيس النقابه العامه للعاملين في الخدمات الصحية والصناعات الدوائية

يعود مصطلح العولمة الى اللفظة الانجليزية (Globalization) التي عرفت لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية في مجال الاقتصاد تحديداً لتصبح فيما بعد منتشرة عبر العالم وفي جيمع المجالات الاقتصادية والاعلامية والثقافية ولا تزال العولمة حتى الآن بوصفها ظاهرة ومفهوماً تثير جدلاً كبيراً.
بناءً عليه فإن عملية تحديد تعريف متفق عليه للعولمة أمر عسير بسبب التباين في الاتجاهات الفكرية حول ظاهرة العولمة وعلى الرغم من ذلك ظهرت العديد من التعريفات للعولمة.
فيعرفها (هارسن مارشال) بأنها اندماج أسواق العالم وانتقال الأموال والقوى العاملة والثقافات ضمن إطار حرية الأسواق وخضوع العالم لقوى السوق العالمية مما سيؤدي إلى اختراق الحدود القومية وانحسار سيادة الدول عن طريق الاستعمار غير المباشر للشركات الرأسمالية الضخمة عابرة القوميات التي تعد العنصر الأساسي لهذا الظاهرة.
فيما يرى (ووترز) ان العولمة هي العمليات الاجتماعية التي يترتب عليها تراجع القيود الجغرافية على الترتيبات الثقافية والاجتماعية.
ويعرفها الكاتب الفرنسي (دولفوس) بأنها تبادل شامل وإجمالي بين مختلف أطراف الكون يتحويل العالم على أساسه إلى محطة تفاعلية إنسانية بأكملها لتشكل نموذجاً للقرية الكونية الصغيرة ملغية المسافات ومقدمة المعارف دون قيود أو شروط ويعرّف صادق العظم العولمة على أنها وصول نمط الانتاج الرأسمالي عند منتصف هذا القرن إلى نقظة الانتقال من عالمية دائرة التبادل التجاري والتداول إلى الانتاج وإعادة الانتاج.
أما (مجد الدين خفش) فيعرفها بشكل إجرائي على أنها إكساب الشيء طابع العالمية وجعل نطاقه كطبيعته عالمياً. فيما يعرفها (حاكمي بو خوص)على أنها نظام عالمي جديد يقوم على العقل الالكتروني والثروة المعلوماتية القائمة على الابداع التقني غير المحدود دون اعتبار للأنظمة والحضارات والقيم والحدود الجغرافية والسياسات القائمة.
ومهما تعددت تعريفات العولمة فإنها في جوهرها تتمثل في سهولة انتقال الأفراد والمعلومات والسلع وتذويب الحدود بين الدول والثقافات وزيادة التشابه بين الجماعات
فالعولمة السياسية تعني (أرض بلا حدود).
والعولمة الاقتصادية تعني  (سوق بلا حدود).
والعولمة الثقافية تعني (ثقافة بلا حدود).

أهداف العولمة :
لقد أثارت ظاهرة العولمة آراء ووجهات نظر متعددة ومتضاربة حول حقيقتها وطبيعة أهدافها ، فمؤيدو العولمة يرون أنها تسمى لتحقيق الأهداف التالية:-
-                 تحرير التجارة العالمية.
-                 توفير فرص للنمو الاقتصادي.
-                 تشغيل الأيدي العاملة والإسهام في حل مشكلة البطالة عالمياً.
-                 تسهيل عملية انتقال رؤوس الأموال والسلع والخدمات بين الدول.
-                 زيادة الانتاج العالمي.
-                 دعم الحركة الديمقراطية وحقوق الانسان.
-                 حل المشكلات ذات الطابع العالمي كالارهاب ومشكلات البيئة والمخدرات,,,.
-                 نشر فوائد نتاجات الثروة العلمية والتكنولوجية.
-                 التبادل الثقافي والفكري.

أما معارضو العولمة فيرون أنها تسعى إلى تحقيق الأهداف التالية:-
-               فرض السيطرة الأمريكية على العالم.
-               تدمير الهوية الثقافية القومية وتغليب الثقافة الغربية.
-               إلغاء النسيج الحضاري للمجتمعات الأخرى.
-               توجيه غزو  اقتصادي وثقافي باتجاه واحد.
-               زيادة الهوة بين بلدان العالم الصناعي المتقدم وبلدان العالم النامي.
-               سيطرة الشركات العالمية الكبرى متعددة الجنسيات على السوق العالمي.
-               نقل الملوثات البيئية الصناعية إلى الدول الفقيرة.

مظاهر العولمة:
للعولمة مظاهر متعددة أهمها: -
-        العولمة الاقتصادية:       
وهي من أكثر مجالات العولمة وضوحاً وأبرزها أثراً وتتمثل في نمو الانتاج الرأسمالي وتعميقه وانتقاله من دائرة التبادل إلى عالمية دائرة الانتاج وإعادة الانتاج ، وتظاهر العولمة الاقتصادية من خلال عمل التكتلات الاقتصادية الدولية ونشاط الشركات العملاقة متعددة الجنسيات حيث تقوم الولايات المتحدة الأمريكية والبلدان الغربية بمساعدة هذه الشركات بالسيطرة على الاقتصاد العالمي هذا فضلاً عن دور كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية.

-        العولمة السياسية:        
وتعني ما يسمى الديمقراطية الغربية أو الديمقراطية الأمريكية وتبنى سياسة مؤسساتها السياسية ونشر وجهة نظرها حول حقوق الانسان ونقل السلطات السياسية من حكومات الدول إلى يد المؤسسات المالية والتجارية والصناعية وأصحاب الأموال.

-        العولمة الثقافية:
وتشير إلى تعميم القيم الثقافية الغربية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص وذلك من خلال هيمنة شركات الاعلام الغربية التي تظهر النموذج الغربي والأمريكي بأنه النموذج المتطور الذي يجب على بلدان العالم أتباعه ، فالعولمة الثقافية تسعى إلى تشكيل قيم ثقافية عالمية تخترق الثقافات المختلفة وتحولها إلى ثقافات تابعة.

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

رنان

2020