recent

أحدث القضايا العمالية

recent
جاري التحميل ...

الحاويات تقصم ظهرعامل الوطن ومخاطر العدوى تلاحقه

الحاويات تقصم ظهرعامل الوطن ومخاطر العدوى تلاحقه


الراصد النقابي لعمال الأردن "رنان" - حاتم قطيش
7/9/2021


ترتبط مهنة عامل الوطن مع "خصم" عنيد يواجهه كل يوم في الشارع الا وهو الحاويات التي وبالرغم من كونها أتت للتخفيف من معاناته الا انها تثقل كاهله وتشكل خطراً دائماً على حياته، فإذا ما اعتبرنا معاناة عامل الوطن مع اتساخ الشوارع غيرالمبرر في كثير من الأحيان جراء ممارسات خاطئة من المواطنين كرمي النفايات من شبابيك السيارات على الشارع واحتواء النفايات على بقايات زجاج مكسور أو أجسام حادة قد تعرض عامل الوطن لمخاطر متعددة ناهيك عن رمي زجاجات المشروبات الغازية في الشوارع والتي يكون بعضها مكسوراً أو مهشماً، كل هذه التحديات والمخاطر تعتبر تحديات ومخاطر يومية اعتيادية تتطلبها طبيعة عمل عامل الوطن ولكنها تهون أمام التحدي الأكبر الذي يواجهه عامل الوطن وهو التعامل مع الحاويات وتنظيم عملية تفريغ النفايات فيها والمخاطر المرتبطة بنوعية النفايات التي قد تحتويها هذه الحاويات.

سوء توزيع أم ضرورة مرورية

يعاني العامل علي الروايضة مما وصفه بتوزيع غير مدروس للحاويات في شوارع عمان، فبحسب الروايضة فإنه وعلى سبيل المثال في شارع قريش وابتداءاً من الاشارة الى مطعم الهنيني لا تجد حاوية واحدة على الاتجاه الأيسر للشارع وكلها متجمعة وموزعة على الاتجاه الأيمن؛ مما يضطر العامل الى قطع الشارع عدة مرات ذهاباً واياباً من أجل تفريغ النفايات التي يجمعها في الحاوية!!، كذلك الأمر يتكرر في شارع الملك طلال حيث أغلب الحاويات تتكدس على يمين الشارع ويتكرر المشهد أيضاً في العديد من الشوارع.

الروايضة وزملاؤه يضطرون للانتظار عدة دقائق في كل مرة يقطعون بها الشارع ليتمكنوا من العبور بسبب حركة السير ومخاطر الدهس وقد تعرض بالفعل زملاء لهم الى الدهس خلال عملية التفريغ.

رئيس اتحاد النقابات المستقلة للعاملين في البلديات السيد أحمد السعدي ومع اقراره بوجود هذه التحديات وخاصة في العاصمة عمان الا انها لا تعتبر مشاكل حقيقية في باقي المحافظات، السعدي لفت الى أن هناك معيقات أحياناً عند توزيع الحاويات في الشوارع تتمثل باعتراض بعض البنايات أو المحلات من وجود الحاويات أمام مداخلهم وأحيانا ظروف الشارع تحتم أن يتم توزيع هذه الحاويات بشكل معين، أما السيد ضرار الغوانمة رئيس النقابة المستقلة للعاملين في أمانة عمان نوه أنه يؤخذ عدة عوامل عند توزيع الحاويات في الشوارع منها الحركة المرورية والازدحام ومدى اتساع الشارع لوضع الحاويات، وبالتالي قد تضطر الأمانة أمام عدم توفر أماكن ملائمة لوضع الحاويات الى توزيعها بالشكل الذي يبدو للبعض أنه غير ملائم خاصة في شوارع وسط البلد التي تعتبر ضيقة وفيها حركة مرورية مزدحمة وتعتبر مهمة ايجاد مكان ملائم للحاويات أمر في غاية الصعوبة، الغوانمة بدوره اقترح التفكير خارج الصندوق لايجاد حلول لهذه المشكلة واقترح أن يتم مثلاً تجميع النفايات في مراكز تجميع على الاتجاه الخالي من الحاويات ثم نقلها مرة واحدة لتفريغها في الحاويات المتواجدة على الاتجاه الآخر بهدف تقليل عدد مرات اضطرار العامل لقطع الشارع بهدف اتمام عملية التفريغ.

السيد ناصر الرحامنة الناطق الاعلامي في أمانة عمان أكد أن هناك دائرة معنية تحدد توزيع الحاويات ضمن توزيع هندسي بيئي مؤكداً أن الامانة مرنة جدا في التعامل مع هذا الامر ولو تبين لها أن هناك مواقع للحاويات أنسب وتؤمن حماية أكبرلعامل الوطن فبالتأكيد ستقوم باعادة توزيع الحاويات بما يحقق الغاية من وجود الحاويات ولا يؤثر على حركة المرور ويحمي العامل.

خبير السلامة والصحة المهنية السيد حاتم الكسواني شدد على ضرورة تدريب العمال على استخدام وسائل السلامة الشخصية والتعامل مع الشارع خاصة، مشيرا إلى أن بعضهم ليس لديه الثقافة الكافية للتعامل مع أزمة السير، ولم يتلقوا التدريب الكافي للتعامل مع النفايات، مشيراً الى وجوب دراسة امكانية جمع النفايات في الفترة الليلية تلافياً لأزمة السير ولاتاحة المجال لعمال الوطن لممارسة عملهم بسهولة وأمان.


نحن عمال نظافة ولسنا رافعي أوزان ثقيلة

العامل محمد القرناوي أحد عمال الوطن الذين أثر عليهم ازاحة الأوزان الثقيلة كالحاويات أو طوب الكندرين أو أي أجسام ثقيلة تكون في الشارع فهو يعاني من عدة ديسكات في الظهر وديسك في الرقبة وتم تركيب فقرات بلاتين في العمود الفقري وينتظر لتركيب بلاتين للرقبة والان يتعالج علاج طبيعي .

القرناوي لا يزال يعاني من خدران في الرجل ويعاني من عرجة خفيفة في الرجل ويبدو ان العلاج الطبيعي لم يعطي نتيجة، فبعد تعطله عن عمله عدة أشهر عاد ليمارس نفس المهام الصعبة  وبالرغم من معرفة مسؤوليه بحالته الصحية الا انه لم يتم مراعاة الوضع الصحي ويتم اجباره على ازاحة اجسام ثقيلة من منتصف الشارع او ازاحة الحاويات الثقيلة ، كأنهم يجهزونني لخوض مسابقة رفع أثقال .. يخبرني مازحاً

وعند سؤال القرناوي عن امكانية تقديم تقاريره الطبية لنقله الى وظيفة أخرى اختصر عليّ تكملة السؤال ليعلق بسخرية أن "التقديم على هجرة اسهل من التقديم على نقل ".

القرناوي كحال بعض زملائه تقدم للنقابة العامة للعاملين في أمانة عمان للحصول على تعويض حيث تم اخباره أن النظام في النقابة يصرف مبالغ تعويضية للعامل ليعلم لاحقاً أن النقابة قامت بالغاء هذا البند ولم تعد تصرف لعمال الوطن هذه المبالغ التعويضية.

أما العامل زياد "اسم مستعار" فيعاني من عدة ديسكات وانزلاقات غضروفية بالاضافة الى ضمور في العضلة الرباعية للفخذ الأيسر،  وقد عانى لمدة خمس شهور لم يكن يقوى فيها على المشي الا على العكاز وبعد توقيف راتبه اضطر للعودة الى العمل وقد مارس مهامه كعامل وطن لمدة شهرين كاملين وهو يمشي على عكاز!!!

بعد العلاج الطبيعي تمكن زياد من المشي بدون عكازات ولكن بصعوبة وبحسب تقرير طبي لديه أوصى الأطباء بتجنب أداء الأعمال الصعبة او المشي الطويل او الوقوف لوقت طويل، ولكن هذا التقرير لم يغير شيئاً على أرض الواقع ليعود زياد ويمارس نفس الأعمال الصعبة التي كان يمارسها سابقاً من ازاحة حاوية أو كندرين أو تنظيف ادراج وسط البلد الطويلة مما يضطره للجلوس والاستراحة عدة مرات خلال عمليه تنظيفه للدرج.

بعدما أعياه التعب ولم يعد يقوى على الاستمرار بهذا العمل الشاق طرق زياد باب الضمان الاجتماعي للحصول على راتب اعتلال ولكنهم أخبروه بأن الراتب الذي سيتحصل عليه لن يتجاوز 100 دينار أردني وهو لا يكفي حتى لايجار البيت فقرر مواصلة نضاله وكفاحه في عمله ليتمكن من تأمين لقمة العيش لعائلته الى حين مواجهة مصيره المحتوم بالجلوس على كرسي متحرك ان هو استمر بهذا العمل كما أخبره الأطباء المختصون.

السيد ضرار الغوانمة رئيس النقابة المستقلة للعاملين في أمانة عمان أكد  انه قد أثار قضية الحاويات الثابتة التي لا تحوي على عجلات وصعوبة التعامل معها من قبل عمال الوطن عدة مرات كونها تؤثر على العامل وتتطلب مجهود بدني كبير وقد تتسبب بانزلاقات غضروفية او ديسكات مؤكداً على وجوب تكليف العامل بوظيفة تتناسب مع وضعه الصحي اذا ثبتت اصابة العامل بتقارير طبية معتمدة.

وكانت صحيفة حرير قد نشرت على صفحتها على الفيسبوك الفيديو القصير التالي الذي يبين جانب بسيط من معاناة هؤلاء العمال عند التعامل مع الحاويات الثابتة التي لا تحتوي على عجلات



النفايات الطبية ومخاطر العدوى

لعل أخطر التحديات التي تواجه عامل الوطن هو اضطراره في بعض الأحيان الى التعامل مع النفايات الطبية؛ فبالرغم من وجود تعليمات واضحة من وزارة الصحة بعدم دمج النفايات الطبية مع النفايات العادية واتباع بروتوكول محدد في التعامل معها الا ان هناك بعض التجاوزات قد تحصل من قبل بعض المختبرات أو عيادات الطوارئ المنتشرة في الأحياء أو حتى بعض عيادات الأطباء.

شيرين الهمشري تعمل بوظيفة ضابط جودة وسلامة في مختبرات ميدلاب والتي شرحت لنا العملية المحكمة التي تتبعها المختبرات في التعامل مع النفايات الطبية حيث تجمع بأكياس وعبوات خاصة بعيداً عن النفايات العادية ثم تأتي شركة مختصة في النفايات الطبية وتقوم بالتعامل معها ولا يسمح لعامل النظافة داخل المختبر أو عامل الوطن بالتعامل مع النفايات الطبية اطلاقاً، كما تقوم المختبرات بعمل حملات تفتيشية والتأكد من تطبيق جميع الضوابط المحكمة للتأكد من التزام جميع الفروع بتعليمات وزارة الصحة واتباع السياسة الداخلية للمختبرات.

الدكتور مراد " اسم مستعار" هو صاحب أحد عيادات الطوارئ المنتشرة في الأحياء أكد أن من شروط ترخيص هذه العيادات ابراز عقد مع شركة خاصة للنفايات الطبية وبدون هذا العقد لا يمكن لصاحب العيادات ممارسة عمله، ومع تأكيد الدكتور مراد "اسم مستعار" من التزام الأغلبية الساحقة من عيادات الطوارئ والمختبرات والصيدليات بالتعامل الآمن مع النفايات الطبية الا أنه لم يستبعد وجود بعض التجاوزات قد تمارسها فئة قليلة من خلال تقديم عقود وهمية ليقوم صاحب العيادات باتلاف هذه النفايات بطريقته اما بتوريدها لأحد المستشفيات بشكل شخصي أو وجود حارقة خاصة يملكها وهناك البعض للأسف يضع هذه النفايات مع النفايات العادية التي يتعامل معها عمال الوطن.

رئيس اتحاد النقابات المستقلة للعاملين في البلديات السيد أحمد السعدي و السيد ضرار الغوانمة رئيس النقابة المستقلة للعاملين في أمانة عمان أكدا أنه لا يوجد تدريب لعمال الوطن للتعامل مع النفايات الطبية وأن هناك بالفعل نفايات طبية نتيجة تجاوزات بعض المختبرات والعيادات بترك نفاياتهم الطبية داخل كرتونة على الشارع ليقوم عامل الوطن لاحقاً بالتعامل معها، السعدي والغوانمة أكدا أيضاً أنهم في النقابات المستقلة لطالما طالبوا بوجود دورات تأهيلية لعمال الوطن وهناك تقصيراً واضحاً في تأمين أدوات ومعدات السلامة لهؤلاء العمال بالاضافة الى عدم وجود متابعة ومراقبة للعمال للتأكد من ارتدائهم لهذه المعدات ان هي توفرت، ويضيف السعدي والغوانمة أنه في كثير من الأحيان يتم اخبار عامل الوطن عن توفر معدات السلامة في المركز الرئيسي وعليه قطع عدة كيلومترات للحصول عليها في الوقت الذي يجب على البلديات تحمل مسؤولياتها وتأمين هذه الأدوات للعامل في مكان عمله والتأكد من ارتدائه واستعماله لها بالشكل الصحيح.


نفايات كورونا

مع اقرار الحجر المنزلي لمصابي كورونا وعدم اضطرار الغالبية العظمى منهم الى التوجه للمستشفى لتلقي العلاج والرعاية الصحية؛ فإن تحدياً اضافياً يقع على عاتق عامل الوطن فالنفايات الخاصة بمريض كورونا يتم وضعها أمام الشقق او العمارات السكنية ليقوم عامل الوطن بالتعامل معها وتفريغها في الحاويات مما يشكل خطراً داهماً يلاحق هؤلاء العمال خاصة مع القدرة الفائقة لهذا الفايروس من الانتشار.

خبير السلامة والصحة المهنية السيد حاتم الكسواني أكد على مسؤولية امانة عمان في تأهيل هؤلاء العمال وضمان تدريبهم، ليكونوا مؤهلين للتعامل مع النفايات بكافة أعمالها بما فيها تلك المواد والنفايات والأدوات العائدة لمرضى كورونا المحجورين في منازلهم والتي يتعامل معها عمال الوطن وعمال النظافة في القطاع الخاص والذين يقومون بتنظيف العمارات السكنية.


 اقرأ أيضاً:

حوادث الدهس تحصد أروح عمال الوطن ولا تدابير وقائية تحميهم



إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

رنان

2020