recent

أحدث القضايا العمالية

recent
جاري التحميل ...

الاستقلال إذ يضيء عتمة النقابات العمالية

الاستقلال إذ يضيء عتمة النقابات العمالية


حاتم قطيش -  موقع "رنان"

25/5/2022

 تأتي ذكرى استقلال المملكة الأردنية الهاشمية وقد تسرب اليأس الى نفوس الكثير من العمال في ظل الارتفاع الحاد في نسب البطالة والتراجع الملحوظ في شروط العمل اللائق، وثبات الأجور - على انخفاض-  بالرغم من ارتفاع نسب التضخم وازدياد الفتق والهوّة بين العمال ونقاباتهم؛ جاءت ذكرى الاستقلال كبصيص نور تسرب من رحم الظلام الدامس وكاضطراب خط النبض من جديد بعدما ظنه البعض استقام وتجمد.


لا تقوى النقابات الا بعمالها

قالوا قديماً " لا يحرث الأرض الا عجولها " كذلك لا ينهض بالنقابات العمالية الا العمال الذين يعيشون المعاناة يومياً ، كذلك لا يمكن أن يمثل العمال حق تمثيل الا من خرج من صفوف العمال لا من نزل عليهم بالباراشوت.

ان أهم ما يميز الاستقلال هو أن القرار جاء ذاتياً رافضاً وجود أي جسم غريب يتدخل في شؤون البلاد، معتمداً على دعم الشعب للقيادة، ومن هنا وجب أن يدرك العمال أن قيادة النقابات لن تستطيع تحقيق مصالح العمال دون دعم العمال أنفسهم وقيامهم بواجبهم في المراقبة والمحاسبة، أما أن تكون قيادة النقابات ممن غادر سوق العمل والقائمين على شؤون الاتحاد والنقابات ممن لا ينتسبون للنقابات العمالية أساساً فهذا بحد ذاته ينافي قيم الاستقلال .


الاستقلال يوقد شعلة النهضة

لعل أهم ما تزامن مع استقلال المملكة هو انطلاق المملكة بخطىً ثابتة نحو النهضة ومن أبرز معالمها قرار الزامية ومجانية التعليم، فلا نهضة بجهل ولا تقدم دون علم، وكذا النقابات العمالية فإن أول خطوة نحو تقويتها واستقلال قراراتها هو توعية العمال بواجباتهم وحقوقهم؛ فإن أردت أن تحكم على مصداقية أي قيادة نقابية انظر الى جهودها في توعية العمال واتاحة المجال لهم لممارسة دورهم الرقابي والمحاسبي، أما أن تكون الغالبية الساحقة من العمال لا يعرفون حقوقهم النقابية ولم يطلعوا على النظام الموحد للنقابات فهذا بحد ذاته سيساهم في اضعاف الهيئات العامة وبالتالي اضعاف النقابات العمالية والحركة النقابية ككل.


الاستقلال والحوار الاجتماعي والحوكمة

بالرغم من كون قرار الاستقلال كان قراراً وطنياً لا يختلف عليه اثنان ، الا انه خرج من رحم المجلس التشريعي ومارس الملك دوره الدستوري؛ وبذلك كان القرار معبراً عن ارادة الشعب ومحترماً لمؤسسات الدولة.

على قيادة النقابات العمالية ادراك هذه الدروس جيداً؛ فمهما خُيّل لهم أن قراراتهم تصب في مصلحة العمال، فهذا لا يبرر أن يتم اقصاء العمال وآرائهم وتهميش دورهم في صنع هذه القرارات، فالقرارات التي تخرج من رحم الحوار الاجتماعي تكون أقوى وأصلب وتعبر عن ارادة العمال لا عن ارادة بعض أشخاص الذين يتولون قيادة النقابات!! 

ان ما قامت به قيادة النقابات العمالية قبل عامين من تعديل للأنظمة الداخلية للاتحاد والنقابات بطريقة تخلو من الحوار الاجتماعي ودون الاعلان عن وجود نية للتعديل خلق شعوراً لدى العمال أنهم مهمشين وبالتالي وقفوا احتجاجاً على هذه التعديلات ورفضها على عكس ما كان في قرار الاستقلال الدستوري الذي خرج الشعب مؤيداً محتفلاً بالقرار الذي كان هو جزء منه.


قوة النقابات من قوة العمال 

لقد تم التعبيرعن قوة المملكة واستقلالها هو استنادها لجيش يحمي ثرى ويدافع عن استقلاله ويساند أشقاءه فخاض حروباً عزز فيها معاني الكرامة والعزة.

على القيادات النقابية استلهام معاني الكرامة من ذكرى الاستقلال وادراك أن القرارات النقابية التي تصدر من رحم العمال فإن العمال يدافعون عنها ويحمونها وأما تلك التي تأتي من خارج الجسم النقابي فمن الطبيعي أن يتم لفظها ورفضها.

على النقابات العمالية ادراك كنز قوة العمال واستثمارها أحسن استثمار؛ فالقيادة الحكيمة هي من تمشي باتجاه تيار العمال فتقوده وتحسن مساره، لا تلك التي تمشي عكس هذا التيار فتضعفه ويضعفها وتعانده ويعاندها وتنازعه وينازعها .. ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.


إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

رنان

2020